عً هدير البوسطة

هوا عمان .. إذاعة شابة تخطف قلوب مستمعيها

تينا المومني

يندر أن تحظى إذاعة بهيبة مجتمعية، والأسباب في ذلك كثيرة، ليس أقلها الانحياز للمؤسسات على حساب المصلحة الجمعية، فتخسر حضورها شيئا فشيئاً إلى أن تضمحل وتتلاشى.

تنبهت إذاعة “هوا عمان” إلى ثنائية “الحضور والتلاشي”، فكان أن صاغت إستراتيجية إعلامية بقيت ممسكة بتلابيبها، منذ بزوغ فجرها في العام 2008، وحتى اللحظة، في إصرار منها على تقديم نموذج إعلامي هادف وبلا ضجيج.

هذه ليست انفعالات كتابة لحظية .. بل رصد يومي لما تقدم الإذاعة الشابة من وجبات تعذر على غيرها من الشقيقات مواكبة الحدث، والتأقلم مع متطلبات الشارع.

نتحدث باختصار عن برنامجيين إذاعيين، الأول صباحي يعده الزميل أيمن شمس ويقدمه الإعلامي نضال خرشه، فيما اختار الزميلان محمد العوايشة ومجحم العدوان ساعات الغروب لمصافحة جمهورهم ضمن إطار المنطق والقانون.

في البرنامجين تلمس الزملاء حاجات المجتمع، وبدأوا في اجتراح أفكار لوضع “هوا عمان” على السكة الحقيقية، وهم في ذلك يقدمون أثيرهم للمجتمع، من دون أن يخسروا علاقتهم مع المؤسسات، بمعنى آخر كسبت الإذاعة صداقة الشارع والرسميين بموضوعيتها ومهنيتها.

صحيح أن البدايات كانت صعبة، لكن جوهر المادة المصاغة على الأثير تكفّل مع الأيام ببناء خزانات شعبية، شكلت تالياً بوصلة لا تتيه.

الجميع يشتكي والجيمع لديه ما يقوله … “هوا عمان” وفرت للراغبين في الحديث فرصة مهمة، في مسطرة للآداء تستند لرؤية إعلامية حقيقية؛ عبّدت الطريق أمام الإذاعة وفريقها إلى قلوب الناس.

“قلوب” تتلهف لترجمة حاجات عامة إلى حيز الواقع، هذه هي “هوا عمان”.