مغتربين

أردني بين غربتين .. تفاصيل !

الملاذ... الوطن هو مساحة الأمان التي يسكنها الفرد، ولن يكون الفرد تواقا للرحيل عنها والكفاح في الغربة لو لم يكن مضطرا لذا؛ المغترب هو بطل من زاوية أخرى ومن زاويتنا الجديدة في "الملاذ" زاوية "مغتربين" أحببنا أن تكون جسرا آخر بينهم وبين جذورهم. 

الملاذ… الوطن هو مساحة الأمان التي يسكنها الفرد، ولن يكون الفرد تواقا للرحيل عنها والكفاح في الغربة لو لم يكن مضطرا لذا؛ المغترب هو بطل من زاوية أخرى ومن زاويتنا الجديدة في “الملاذ” زاوية “مغتربين” أحببنا أن تكون جسرا آخر بينهم وبين جذورهم. 

 وقد وصل بريد زاوية  (مغتربين ) عبر موقع الملاذ رسالة استحضر فيها السيد ن.ص الواقع الأليم لتجربته كمغترب وما دار فيها من اضطرابات ومحن و تقدير جهد وفرح أحيانا أخرى نوردها لكم كما وصلت :-

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إنا اسمي

ن ع ا ص

أردني الجنسية مواليد دولة قطر

عشت حياة حلوة مع اهلي المكونة من ١٣ فرد

٢ اخوان و ٨ اخوات  حياة كباقي الأسر المغتربة وكانت جيدة والحمد لله التحقت في صفوف القوات المسلحة القطرية لمدة ١٦ عام وانهيت خدماتي بنهاية عقدي سنة ٢٠٠٨

تزوجت سنة ٢٠٠٠م  واكرمني الله بولد وبنت والحمد لله

دام زواجي لمدة ١٨ عام فقط

حيث انني كنت صاحب شركة مقاولات وكان اختصاص الشركة إستيراد الحجر الفلسطيني والاردني وكان لدي مشاريع ضخمة وعلى وشك الدخول في مشاريع اضخم  وفي سنة ٢٠١٧م

تعرضت دولة قطر إلى حصار دول مجلس التعاون مما أدى إلى إغلاق الحدود  وتوقف إستيراد الحجر وتوقف عملي ولم أستطع إكمال مشاريعي  وقد أدى توقف العمل إلى استياء اصحاب المشاريع وتوقف الدفعات المالية ولم اعد أستطيع دفع إيجارات المنزل والشركة وباقي الالتزامات

وقام اصحاب المشاريع بتقديم شيكات الضمان إلى الجهات المختصة وتحولت إلى النيابة والمحكمة كذلك الأمر صاحب المنزل ومكتب الشركة

مما صدر أمر قبض بحقي وقد سجنت لمدة ٥ سنوات خرجت بعدها من السجن بعد خسارة الشركة والمشاريع والمعدات والأدوات وكان مجموع ما خسرته  ما يعادل

سبعة وثلاثون مليون ريال قطري ٣٧٠٠٠٠٠٠

اي ما يعادل سبعة مليون دينار أردني ٧٠٠٠٠٠٠

وخسرت زوجتي واولادي

وقد كان وضع العمل صعب جدا بعد أن خرجت من السجن  والتزام الشركات بدفع الرواتب مزري جدا والكل يعاني والحياة أصبحت غالية جدا وإن لم يشتغل الرجل وزوجته لا يستطيعون تأمين حياتهم والتزاماتهم المادية

ولنذكر إيجارات السكن  والمدارس  هذه  فقط  تكسر الظهر  وتعد القاضية

 

خلال فترة سجني  قررت زوجتي إن تحصل على وظيفة  وبالفعل حصلت على وظيفة معلمة في مدرسة اجنبية وكان الراتب جيد

 

نحن نقيم في دولة خليجية ذات سيادة لها قوانين العمل ونظام الإقامة والكفالة

 

كانت زوجتي على  كفالتي الشخصية واولادي ايضا

 

وبعد فترة  وجب على زوجتي إن تقوم  بتجديد الإقامة هي واولادي وبحكم انني في السجن وجب عليها نقل كفالتها إلى  جهة عملها  بطلب من محامية المدرسة اردنية الجنسية  وكان بالإمكان أن تساعدها في نقل الكفالة  ولم تفعل حيث اكتشفت هذا لاحقا وزوج هذه المحامية بالصدفة صديقي

كما أن شقيق زوجتي  له من الواسطات  والعلاقات  عدد كبير من المعارف وكان بامكانه مساعدتي وللاسف  لم أجد من يساعدني

وقمت بتطليق زوجتي طلاق ودي دون مشاكل  ونقلت كفالتها  الى جهة عملها  وكذلك أطفالي  وتفرغت للعمل والتزامات المنزل وتعليم الاطفال

انا الآن الحمد لله حر طليق  اعمل مع أخي في شركته الخاصة

واسكن مع شقيقتي في بيتها مستقل في غرفة خارجية

معاناتي في السجن كانت كبيرة من حيث الطعام والاختلاط مع مجرمين قتل وتجار ومدمنين مخدرات وسرقات وقضايا لا اخلاقية وسياسية

كما كنا نعاني انا وزملائي الاردنيين  من متابعة السفارة وأذكر سنة ٢٠١٧  عندما حضرت السفارة تم إبلاغنا من قبل الموظف السيول من السفارة حرفيا

إنا جاي اتطمن عليكو  واشوف اذا حدا محتاج محامي بنأمنلو محامي  بس على حسابكم السفارة ما الها دخل

ومرة أخرى في احد اجتماعات السفارة  قدمت طلب وليس شكوى  وقلت للموظف انا في حاجة ان تتواصلو مع وزارة الصحة لاتمكن من عمل عملية المنظار للمعدة والقولون  وكنت في هذه اللحظة في حالة صحية سيئة جلد على عظم  وقد كان نقص الوزن عندي غير طبيعي  حيث نزل وزني من ٧٨ إلى ٤٨

ولم تتخذ السفارة اي اجراء للمساعدة

كما أن معاناتي وباقي الاردنيين في السجن كانت مع إدارة تنفيذ الأحكام  التي تختص بذهابنا إلى المحكمة وانهاء اجراءات القضايا  مثلا انا قضيت ٥ سنوات

ولكن على حسب قانون العقوبات الجنائية

فإن مدة سجني يجب أن لا تتعدى السنة ونصف وكذلك الأمر لباقي السجناء

قبل أن أخرج من السجن بشهر تم نقل مهندس أردني من مبنى إلى مبنى  تهمته قضايا شيكات  ايضا وموضوعه مع السفارة والخارجية الاردنية ولا حياة لمن تنادي في أحوال هذا الرجل

وقد كان مضرب عن الطعام قبل أن ينتقل للمبنى الجديد مدة ٣ أشهر  كان يشرب القليل من الماء فقط وكنت احضر له القهوة ويرفض إن يشربها وكان مدخن  ويطلب بعض السجائر  ولا يملكها  فاتفقت معه انا وصديق لبناني الجنسية مسيحي  اذا كنت تريد سجائر  سنأمنها لك بشرط أن تكسر وتوقف الإضراب فرفض وتوصلنا معه ان يأخذ شوربة الخضار والقهوة  مقابل السجائر  وبالسر  فوافق

 

ثم خرجت من السجن ولا اعلم عنه شيء الآن

من كثر الغلاء في قطر  اصبح العالم هنا كما يقولون

 

اللهم نفسي اللهم نفسي

 

يوجد في قطر من رجال الأعمال الاردنيين عدد لا بأس به

ومن طبقة اقل أيضا الكثيرين  في وضع ممتاز  ولهم اخوة هنا معهم  في أوضاع سيئة جدا  ويقولون الشكوى لغير الله مذلة

 

هناك الكثير والحديث لا ينتهي  واقف هنا حتى لا أطيل اكثر

 

تقبلوا تحياتي

ن. ص