لوموند: النشاط الإسرائيلي وجماعات تركيا بالوكالة في أذربيجان يقلقان إيران

اعتبرت صحيفة ”لوموند“ الفرنسية، أن التوتر الأخير بين إيران وأذربيجان ناجم عن عدة عوامل، ولا سيما أن ”طهران تشعر بالقلق من النفوذ الإسرائيلي المتزايد في أذربيجان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة“.

وقالت الصحيفة الفرنسية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن ”باكو تُعد أحد العملاء الرئيسيين للصناعة العسكرية الإسرائيلية، حيثُ أنفقت 5 مليارات دولار على معدات عسكرية من إسرائيل“، بحسب ما أعلن الرئيس إلهام علييف في العام 2016.

وأوضحت الصحيفة أن طهران تتهم باكو بالسماح لإسرائيل، العدو القديم لإيران، بتنفيذ ”أعمال استفزازية“ على الحدود الإيرانية الأذربيجانية؛ دون أن توضح ماهية تلك الأعمال.

التعاون سرا

وفيما يتعلق بالتعاون العسكري الأذربيجاني الإسرائيلي، نقلت ”لوموند“ عن الدكتور أنار فالييف، الأستاذ المساعد في جامعة آدا في باكو قوله: ”قد يكون الأمر أكثر من ذلك، بينما يتم الاحتفاظ بهذا التعاون سرا حتى لا يغضب إيران، ولكن منذُ 15 عاما على الأقل تقوم إسرائيل بتزويد أذربيجان بالأسلحة والمستشارين العسكريين، الذين يساعدونها في الاستخبارات والتدريب“.

وأضاف أنه ”لقد تم تعزيز التحالف العسكري بشكل أكبر خلال الحرب في ناغورنو كاراباخ في خريف عام 2020، وهكذا قدمت إسرائيل مساعدة حاسمة لباكو، لا سيما من خلال تزويدها بطائرات بدون طيار عالية التقنية“.

وأشارت إلى أن ”طهران قلقة كذلك من حضور الجماعات الإرهابية أو بالوكالة لتركيا في أذربيجان، فيما صعدت المناورة الأخيرة بين أذربيجان وتركيا وباكستان هذا القلق“، بينما لم توضح الصحيفة الفرنسية هوية تلك الجماعات.

وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي عن إقامة مناورة عسكرية مشتركة مع تركيا وباكستان، تحمل اسم ”الإخوة الثلاثة 2021“.

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أنار فالييف أن طهران ”احتجت على هذه المناورة عبر إجراء مناورة على حدودها مع أذربيجان“؛ وهي المناورة التي تسببت لاحقا في تصعيد التوتر بين طهران وباكو.

واستبعد الأكاديمي الأذربيجاني من تطور التوتر الأخير بين أذربيجان وإيران إلى الاشتباك العسكري، معتبرا أن ”أذربيجان لا يُمكن أن تتجاهل أكثر من 80 مليون مواطن إيراني من الناحية الاقتصادية“.

احترام السيادة 

وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف، اتهم إيران في تصريحات مؤخرا بعدم احترام السيادة الأذرية في منطقة ”قره باغ“، حيث كشف عن توغل شاحنات إيرانية للمنطقة خلال مناورة عسكرية على حدود البلدين، بينما وصفت الخارجية الإيرانية تصريحات علييف بـ“المثيرة للاستغراب والدهشة“.

وتحدث عدد من المسؤولين الإيرانيين عن قلقهم من الحضور العسكري الإسرائيلي على الحدود مع أذربيجان، بينما نفت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان، أي وجود لعناصر إسرائيلية على حدودها مع إيران.

وفي آخر مستجدات التوتر بين إيران وأذربيجان، تضاربت الأنباء اليوم الثلاثاء حول قيام السلطات الأذربيجانية بإغلاق مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي في العاصمة باكو.

وكانت وكالة أنباء ”تسنيم“ الإيرانية قد نشرت خبرا مفاده بأن السلطات في أذربيجان، أغلقت مكتب خامنئي، وذلك نقلا عن ممثل المرشد الإيراني في باكو، علي أكبر أجاق نجاد.

لكن السفير الإيراني في أذربيجان، عباس موسوي نفى في وقت لاحق، ما نشرته وكالة أنباء ”تسنيم“، بشأن إغلاق مكتب المرشد في أذربيجان، وأوضح أن ”ما تم إغلاقه هي حسينية دينية تابعة للملحقية الثقافية للسفارة الإيرانية في باكو“.

وأضاف موسوي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية أن ”وزارة الداخلية الأذربيجانية قامت اليوم بإغلاق حسينية دينية تابعة للملحقية الثقافية للسفارة الإيرانية في باكو؛ فيما تم اتخاذ هذا الإجراء بحجة تفشي كورونا“.