صدور “جوهر الصّوفيّة”، ترجمة وتحقيق ومراجَعة الاكاديمية الأردنية د. لمى سخنيني

عمّان-قامت الاكاديمية والروائية الأردنية أستاذة الفيزياء لمى سخنيني بالترجمة والتحقيق “جوهر الصّوفيّة”، الباحث الإنجليزي جون بالدوك، صدر الكتاب ضمن منشورات دار “العائدون للنشر والتوزيع-عمّان.

 

تتحدث سخنيني في مقدمتها للكتاب عن رحلتها مع الصّوفيّة قائلة :شيءٌ ما كان ينقصني، روحي حائرة ولا تستقرّ على مَرسى، فجأة شعرت بأنّي لست المُعلِّمة، وبأن هناك الكثير لأتعلّمه. انا التي حلّقت في سماوات العِلم، وخصوصًا الفيزياء بكل ما فيها. وقد تعبت من التفاسير الكثيرة، فهي لم تؤدِّ بي إلّا إلى الشك، ألفُ ألفِ سؤالٍ طرَقت عقلي ولم أجد الجواب في العلوم اليقينيّة، في ريعان الشّباب كنت عَطشى إلى معرفة الحقيقة، نهمةً في البحث توّاقة إلى التقصّي، فدرستُ في الجامعات إلى أعلى الدرجات، ودرّست الكثير من الطلّاب”.

 

وعن الصعوبات التي واجهتها اثناء ترجمة هذا الكتاب تقول سخنيني:عانيت كثيرًا في ترجمتي لهذا الكتاب، فقد حرصت، في نقل مقاصد المؤلف، على ان اكون وفية للأصل، دقيقة في نقل افكاره ومعانيه، كما حرصت في الوقت ذاته على التحقّق من المصطلحات الصوفية من مصادر موثوقة، مثلما قارنت ترجمتي بترجمات أخرى، وتحققت من آيات القرآن الكريم، وحقّقت إسناد الأحاديث النبوية، وأرجعت الأسماء العربية الى أصولها. واضطررت أحيانا لإعادة كتابة فصول كاملة من الكتاب، مثل فصل كتابات الشبُستِريّ الذي وجدت، من خلال مراجعتي لكتب أخرى له مترجمة إلى اللغة الإنجليزية مع إبقاء النص

الفارسيّ، وجدتُ أخطاء في مراجع “جون بالدوك

 

وتقدم سخنيني تعريف بالمؤلف الإنجليزي بالدوك، بأنه “بدٔا حياته رسّامًا ومعلِّمًا لتاريخ الفنّ في مدرسة اللوفر في باريس، فرنسا، عند عودته إلى إنجلترا (مسقط راسه)، قام بالدوك بتدريس تاريخ الفنّ، ولكنه ترك مهنة التعليم في نهاية المطاف لاستكمال كتاب عن استكشافات روحانية للجوانب الرمزية الدينية، وأسهمت خبرته كمحرّر مستقلّ ومستشار تحرير لعدد من الناشرين للكتب التي تعنى بالمواضيع الروحانية، إذ مكّنته بأن يحظى بفرصة لمتابعة اهتماماته في جوهر الديانات السائدة.

وترى سخنيني، ان أهمية الكتاب، تكمن في أنه يوصل لقرّائه فكرة موجزة، لكن وافية، عن

حياة وفكر وتعاليم الصوفية بشكل عام، وحياة وكتابات بعض ائمّة الصوفية بشكل خاص. فقد تمّ ترتيب الفصول بطريقة ترتقي من العالم الخارجي والتاريخي إلى الجوهر الداخلي والروحي لأسياد الصوفية. هذه النصوص الصياغة “الشعرية” التي تستحقّها.

 

وتضمّن الكتاب مقدّمة بقلم الشاعر عمر شبانة (المحرّر الأوّل في “العائدون”)، وقد حمل الغلاف الأخير مقطعًا من المقدّمة، هنا نصّه:بعد رحلتها الطّويلة والمعمّقة مع الصوفيّة عمومًا، ومع واحد من أبرز “نجوم” الصوفيّة خصوصًا، وأعني مولانا جلال الدّين الرّومي، وبعد أن ترجمت لهذا العلَم الصّوفيّ كتابَين من حياته وقصائده، تنتقل بنا الكاتبة والمترجمة الدكتورة لَمى سَخنيني، في قفزة “صوفيّة” جديدة، حيث تأخذنا إلى “جَوهر الصّوفيّة”، الجَوهر الذي قلّمنا تناوله دارِسو هذا العالم دراسةً معمّقة أو متخصّصة وجادّة.