12 اكتشافًا أثريًا غامضًا فشل علماء الآثار في تفسيره

كم من المحزن أننا لا نعرف ما يكفي من معلومات عن الآثار التي تركها لنا أسلافنا، فكل ما يمكننا فعله الآن هو تخمين الغرض من هذه القطع أو المباني الأثرية نظراً للنقص في السجلات المكتوبة.

في هذا المقال أنت على وشك التعرف على بعض الاكتشافات الأثرية التي كافحت العقول العلمية والأثرية حول العالم لتخمين الغرض منها، ولكنهم لم يتوصلوا لإجابة مؤكدة في بعضها حتى الآن:

1. مخطوطة فوينيتش:

مخطوطة فوينيتش
مخطوطة فوينيتش.صورة: Wikimedia Commons

الغرض من كتابة الكتب هو أن يقرأها الآخرون، وقد يكتب البعض رسائل قصيرة مشفرة، ولكن لماذا قد يكتب أحدهم كتاباً كاملاً برموز وكتابات غامضة! كُتبت مخطوطة (فوينيتش) بلغة غير معروفة، ولم يتمكن أحد من فك رموزها، ربما لهذا السبب يتم الاحتفاظ بها بمكان مقفول داخل مكتبة (بينيك) للكتب النادرة والمخطوطات في جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه المخطوطة مؤلفة من 240 صفحة وتحتوي على رسوم توضيحية ورموز بالإضافة إلى بعض النصوص غير المفهومة التي لم يتمكن أحد من فهمها. تم العثور على هذه المخطوطة في روما في عام 1912، وبفضل التأريخ بالكربون المشع تمكن الباحثون من معرفة أنه تم كتابتها في وقت ما من العام 1410. في الداخل ستعثر على صور متنوعة كالمناظر الطبيعية إلى قصات الشعر، ولكن لن تتمكن من فهم كلمة واحدة مما كتب بداخلها.

2. كهوف موستنغ الغامضة في النيبال:

كهوف موستنغ الغامضة في النيبال
كهوف موستنغ الغامضة في النيبال.

هناك العديد من الأساطير حول سلسلة الكهوف الغامضة الموجودة في منطقة النيبال، يوجد هناك 10 آلاف كهف في مملكة (موستنغ) السابقة، بعضهاً منها موجود على ارتفاع 45 مترًا فوق سطح الأرض، ولكن ليس لدينا أي فكرة عمن حفرها أو لماذا أو حتى كيف تم حفرها. كما يصعب تحديد العمر الدقيق لهذه الكهوف، ولكن يتفق العلماء أنها متصلة ببعضها في جبال الهيملايا بشكل وثيق، وأنها تعود لآلاف من السنين.

والسؤال الأهم هنا كيف تمكن الأشخاص قديماً التسلق إلى هذا المكان لحفر هذه الكهوف؟ وما الغرض منها؟ ففي الداخل عُثر على لوحات جدارية تشير إلى وجود أهمية دينية وروحية لهذه الكهوف الفارغة التي ربما تم التخلي عنا قبل اكتمال العمل عليها.

3. مقابر أقراص العسل الغامضة في بوهول:

مقابر أقراص العسل الغامضة في بوهول
مقابر أقراص العسل الغامضة في بوهول.صورة: Wikimapia

تم العثور على هذه المقابر في (ديموياو) في مقاطعة (بوهول) في الفلبين، ولكن الأمر الذي حير العلماء هنا ليس كيفية بناءها، إنما لماذا هذه القبور فارغة! فمن غير المألوف العثور على مقابر فارغة، مما طرح التساؤل: لماذا تم بناء هذه المقابر الجماعية الضخمة ثم عدم استخدامها؟

يشير السكان المحليون إلى هذه المقابر باسم Ermita والتي تعني المعبد، ذُكرت هذه المقابر للمرة الأولى في المستندات الورقية التي تعود للقرن التاسع عشر، ويُعتقد أن الأب (إنريكي ديسانتو دي فيلانوفا) هو من أمر ببنائها، كما عُثر على أناس مدفونين في مقبرة الأب القديمة داخل حفرة مكدسين فوق بعضهم البعض بدلاً من دفنهم في هذه المقابر. تم إغلاق الكنيسة في عام 1844 تحت ظروف غامضة ولم يُسمع بالأب مرة أخرى.

4. أدوات حضارة (دورسيت) المنقرضة:

تحف ومنحوتات لحضارة (دورسيت) المنقرضة.
تحف ومنحوتات لحضارة (دورسيت) المنقرضة.صورة: historymuseum

قبل أن يستقر شعب (الإنويت) في غرينلاند ومناطق القطب الشمالي في كندا، كانت تلك المنطقة موطناً لحضارة قديمة تعرف باسم حضارة (دورست)، لا أحد يعلم شيئاً عن هذه الحضارة، ولكن القطع الأثرية التي عُثر عليها هناك تشير إلى أنهم استقروا هناك قبل حوالي 3000 عام، وبقي البعض في الجوار حتى أوائل القرن الرابع عشر.

لا نعلم من أين نشأوا أو لماذا اختفوا فجأة، ولكننا نعلم أنهم ربما كانوا أول من بنى الأكواخ الجليدية على الرغم من أن بعض الأدلة تشير إلى أنهم عاشوا في المباني الحجرية حتى نهاية وجودهم في المنطقة.

قناع خشبي من صنع شعب (دورسيت) القديم.
قناع خشبي من صنع شعب (دورسيت) القديم.صورة: MARIE-LOUISE DERUAZ

وقد جاءت كل المعلومات التي جمعها الباحثون حولهم من أعمالهم الفنية، كهذه الأقنعة الخشبية المرعبة، وأيضاً من التاريخ المحكي للإنويت. فوفقاً للإنويت كان رجل واحد من (الدورست) بإمكانه اصطياد وقتل فقمة بسهولة بيديه العاريتين، ولكنهم كانوا مسالمين جداً ومنشغلين بالفنون والحرف اليدوية والنحت، حيث عُثر على منحوتات جميلة للدببة القطبية.

5. جداريات القردة في اليونان في العصر البرونزي:

جداريات القردة في اليونان في العصر البرونزي.
جداريات القردة في اليونان في العصر البرونزي.

إن رأيت اللوحات الجدارية اليونانية التي تعود للعصر البرونزي، فإنك ستجد العديد من الصور للقردة، حتى الآن لم نذكر شيئاً خارجاً عن المألوف، ولكن ماذا لو أخبرناكم أنه لم يكن هناك قرود تعيش في اليونان أو في جزر بحر إيجة في ذلك الوقت، كما أننا لا نعرف أن اليونانيين ابتعدوا عن موطنهم خلال هذا العصر بما فيه الكفاية ليعثروا على القردة ويشاهدوها! مما يطرح التساؤل التالي: لماذا رسم اليونانيون القدماء الكثير من القردة؟ ولماذا كان يتم تصويرها باللون الأزرق دائمًا؟

لم تظهر القردة في اللوحات الجدارية فحسب، بل كانت هناك تماثيل لها، كما كانت هناك أيضًا حلي نُقش عليها صور للقردة، كانت هذه التماثيل ذات تفاصيل دقيقة لدرجة أن الباحثين كانوا قادرين على تحديد نوع هذه القرود.

التفسير الوحيد لوجود هذه التماثيل والرسومات هو أن سكان اليونان في العصر البرونزي توسعوا في المناطق الشمالية الأفريقية على خلاف ما عرفناه عنهم حتى الآن، وربما عثروا هناك على القرود البرية، ولكن لا يزال سبب تمثيلهم لها باللون الأزرق لغزًا لم يستطع أحد حله

6. مومياء امرأة قزمة في مصر:

مومياء امرأة رومانية في مصر.
مومياء امرأة رومانية في مصر.صورة: EGYPTIAN SUPREME COUNCIL OF ANTIQUITIE

اعتقد الباحثون أنهم قد رأوا جميع أنماط النحت التي ابتكرها المصريون القدماء، هذا إلى أن عثروا على تمثال حجري لأنثى يختلف بشكل جذري عن الأساليب التي كان يتبعها المصريون القدامى، ولكن المفاجأة كانت عندما اكتشفوا أنه أسفل طبقات الجص التي تكسوه توجد بقايا لامرأة محنطة يبلغ طولها حوالي 90 سنتمترًا فقط.

يبلغ عمر هذه المومياء حوالي 2000 عام، وعُثر عليها في مقبرة الواحات البحرية في عام 2017. يعتقد بعض العلماء أنها كانت امرأة رومانية وذلك نظراً لأسلوب نحت اللباس الروماني على التابوت، كما ساد اعتقاد بأنها كانت امرأة ذات سلطة أو ثروة هائلة وذلك بسبب الدقة والحرفية في إنشاء قبرها، ولكن حتى الآن لا تتوفر معلومات عن هويتها، ربما كانت واحدة من أولئك الأقزام الذين كان يعتبرهم المصريون القدامى أنهم آلهة.

7. أهرامات إيطالية تحت الأرض:

أهرامات إيطالية تحت الأرض.
أهرامات إيطالية تحت الأرض.

عند الحديث عن مصر أرض الفراعنة فإن أول شيء ستفكر به هو الأهرامات القديمة، ولكن ماذا لو أخبرناك أن الأهرامات موجودة في أماكن أخرى على الأرض! تم بناء بعض الأهرامات تحت الأرض مثل أهرامات (الأتروسكان) الغامضة في إيطاليا، والتي عُثر عليها عند البدء بعمليات الحفر أسفل قبو للنبيذ في بلدة (أورفيتو) في عام 2011.

انتهت عمليات الحفر هذه بالعثور على شبكة كاملة من الكهوف والأنفاق على شكل هرم أسفل المدينة، وقد أثار هذا الاكتشاف دهشة علماء الآثار.

استبعد الخبراء فكرة أن هذه الكهوف والأنفاق كانت بئراً أو محجراً أو خزانًا أرضيًا، ولكنهم لم يتمكنوا من تخمين الغرض الحقيقي من هذا الاكتشاف. كانت حضارة الأتروسكان من أعظم الحضارات التي سكنت إيطاليا قبل آلاف السنين، ولكن اندمجت حضارتهم بحضارة الإمبراطورية الرومانية وفقدوا العديد من آثارهم وسجلاتهم.

يبدو أن مدخل هذا الهرم قد تم إغلاقه بشكل متعمد منذ حوالي 2500 عاماً، ربما أراد أحدهم حمايته أو إخفائه ولكننا حتى الآن لا نعلم لماذا.

8. الساعات الشمسية الرومانية المحمولة:

ساعة شمسية رومانية محمولة.
ساعة شمسية رومانية محمولة.

كان الرومانيون القدماء يعشقون التباهي بأدواتهم، حيث تم العثور على مجموعة كبيرة من الساعات البرونزية المحمولة أثناء استكشاف المواقع الأثرية الرومانية، تعود هذه الساعات إلى القرنين الرابع والخامس، وكان الأثرياء فقط هم من يحملون الساعات الشمسية.

كانت كل ساعة من هذه الساعات تحتوي على عقرب قابل للتعديل لتغيير خط العرض، ولكنها لم تكن مهمة سهلة خلال النهار، لذلك أغلب الرومانيون لم يستخدموا هذه الساعات لمعرفة الوقت، ربما كانوا يستخدمونها كنوع من الحلي المزخرفة والتباهي لا أكثر.

9. أقدم كنيسة في العالم:

ما قد يكون أقدم كنيسة في العالم.
ما قد يكون أقدم كنيسة في العالم.صورة: NUST MISIS

توصل علماء الآثار إلى اكتشافات جديدة ومثيرة باستخدام الماسحات الضوئية ثلاثية الأبعاد بدلاً من الحفر في الأرض، وبفضل هذه التكنولوجيا الحديثة يعتقد العلماء أنهم عثروا على أقدم كنيسة مسيحية في العالم.

دُفنت هذه الكنيسة في روسيا تحت حصن قلعة (نارين كالا). دون عمليات التنقيب والحفر، من الصعب تحديد ما إن كان هذا الهيكل الذي يعود للقرن الثالث حقاً كنيسة، ولكن الشكل المتقاطع للمبنى والسقف المقبب الذي يظهر بوضوح بالمسح يشير لشيء واحد وهو أنها فعلاً كانت كنيسة.

اعتقد العديد من الخبراء لبعض الوقت أنه خزان مائي قديم أو معبد ما، ولكنهم لم يتمكنوا من التأكد من اعتقادهم هذا لأن من المستحيل الحفر تحت القلعة، ولكن بفضل عمليات المسح نجح علماء الآثار بالوصل لأقرب تخمين.

هناك بعض النصوص التي تشير إلى هذا الهيكل المدفون، والتي تنص على أنه كان يُستخدم كخزان مائي خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولكن هذه النصوص توثق أحداثًا وقعت بعد قرون طويلة من الغزو العربي للمنطقة في القرن الثامن.

10. رسالة منحوتة على حجر قديم:

رسالة منحوتة على حجر قديم.
رسالة منحوتة على حجر قديم.صورة: RFI/Mike Woods

حاول المؤرخون وعلماء الآثار والهواة والمهنيين فك شيفرة هذه الرسالة المنحوتة على حجر عُثر عليه في بلدة (بلوغاستيل-داولاس) بالقرب من بريتاني في فرنسا. يعتقد الباحثون أنهم نجحوا في فك شيفرتها وأنها تروي قصة حزينة، ولكن لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، حيث كانت الكتابة غير متناسقة، كما أنها كانت مؤلفة من 20 سطراً من الحروف المتواصلة، وكانت عبارة عن مزيج من لغة البريتونيين والنورديين التي تعود للقرن الثامن عشر، بعض الأحرف مقلوبة وبعضها معكوسة. يعتقد العلماء أن من كتبها لم يكن قد تلقى تعليماً جيداً، كما أنهم يتفقون على أنها تعود إلى عام 1787.

أُقيمت مسابقة في عام 2019 بجوائز مالية لأي شخص ينجح بترجمة هذا النص، كان الفائز بهذه المسابقة هو مدرس فرنسي يدعى (نويل رينييه توديك)، حيث قال إن ما كُتب في الرسالة: ”مات (سيرغي) بسبب نقص مهاراته في التجديف وانقلب زورقه بسبب الرياح“، في حين قال مشترك آخر أن الرسالة تقول إن (سيرغي) كان ”مليئاً بالحياة“ بعد الحادثة وأنه توفي في مكان آخر على الجزيرة.

11. تماثيل فينوس:

تماثيل فينوس.
تماثيل فينوس.صورة: Stephane Lancelot. Inrap

في نوفمبر عام 2014، عثر علماء الآثار وهم ينقبون في أحد المناجم في منطقة (آميان) في فرنسا على تمثال صغير وغريب لامرأة يعود لأكثر من 23 ألف عام. هذه القطعة نادرة وثمينة للغاية، وهي القطعة رقم 15 في مجموعة المنحوتات المماثلة ولها والتي تعرف باسم ”تماثيل فينوس“.

كان علماء الآثار يتوقعون العثور على أدوات الصوان في المنطقة، ولكنهم بدلاً من ذلك عثروا على هذه القطعة الأثرية النادرة.

يبلغ طول هذا التمثال 5 بوصات تقريباً، تماماً كطول باقي التماثيل الـ14، أما بالنسبة لشكل التمثال فإن الثدي والأرداف قد نُحتا بشكل مدور، ولا يوجد تفاصيل على الوجه، كما أنه بلا أذرع وأرجل، يفترض العلماء أن هذا التمثال يرمز للخصوبة نظراً للتركيز الكبير على منطقة الجذع فقط. ولكن هذا ليس مؤكدًا، حيث أن بعض التماثيل كانت تصور نساء حوامل، لذلك لا أحد يعلم حتى الآن ما تمثله مجموعة التماثيل هذه.

12. تمثال سيدة إلكا الغامضة:

تمثال سيدة إلكا الغامضة.
تمثال سيدة إلكا الغامضة.صورة: Wikimedia Commons

تم اكتشاف هذه المنحوتة منذ عام 1897 في فالنسيا، وهي الآن موجودة في متحف الآثار الوطني في مدريد-إسبانيا.

حذر الكثير من الأشخاص الذين ذهبوا لرؤية المنحوتة أنها مخيفة بعض الشيء، فهي كلوحة زيتية قديمة تلاحقك بعينيها في جميع أنحاء الغرفة.

نظراً لأن التمثال يبدو بحالة جيدة، اعتقد بعض علماء الآثار أنه تمثال مزيف، ولكنهم كانوا مخطئين حيث أثبت فحص تم إجراءه باستخدام المجهر الإلكتروني في عام 2011 أن عمر هذا التمثال 2500 عام، كما أكد وجود الرماد والعظام البشرية داخله، مما يشير إلى أن هذا التمثال هو في الواقع جرة جنائزية قديمة مزخرفة.

ولكن كيف تمكنت من النجاة والبقاء بهذه الحالة الجيدة دون أن تتهشم! لا أحد يعلم هذا، كما أنه ليس لدى العلماء أي فكرة عن الشخصية التي تمثلها هذه المنحوتة، ولكن أفضل تخمين توصل إليه المؤرخون الحاليون هو أنه تمثيل لآلهة الأم القرطاجية.

تم النشر في
مصنف كـ منوعات