ونحن لنا الفخر أن تكون سيدنا

عيسى محارب العجارمة

عيسى محارب العجارمة – ستشرق شمس الوطن الأغلى مجددا بعون الله تعالى ، ونعود والعود أحمد، سنعود لمدارسنا وطلبتنا الصغار يحملون سندويشة الزيت والزعتر، ومعها الدفاتر والاقلام، والضحكات البرئية، وحينما يعزف السلام الملكي، وترفرف الراية خفاقة، في ساحة المدرسة، ستمر بذاكرة أولئك الصغار ذكريات جميلة، لمواكب المجد، ودوريات الجيش العربي، تجوب الأزقة والحواري، فقد رأوا جيشهم رأي العين، نبلا وطهرا، ورايات خفاقة.

ستعود يا وطني، والعود أحمد، فتيا شاباً، وقد تعافيت من هذا الوباء اللعين، وسيعود مجمع المحطة في رغدان، ومجمع الشمال في طبربور، ومجمع الجنوب على ضفاف مخيم الوحدات الطيب بأهله، مكتظة كما كانت بجموع الأردنيين عمال وجنود وطلبة جامعات، وصخب الحافلات وسيارات السرفيس، وحشود المتاجر تعج بقهوة الصباح الباكر، وعيون الصبايا الجميلات بهارا ومهرا لقهوتنا، وسيتكلم الجميع عن الجيش رمز قوتنا.

قد يكون هناك زمن بعيد نوعاً ما، ليتحقق هذا اليوم المبارك بسلامة عودة الشعب، لمواقع العمل والعلم والإنتاج، ولربما بعد شهر رمضان الكريم، ولكن ستكون الذاكرة الجمعية للوطن والمواطن، زاخرة بصور جميلة جدا للجيش المصطفوي وذكريات إعادة انتشاره في عمان وبقية المدن والقرى، وسيتكلم الجميع لسنوات طويلة عن سنة الكورونا، وكيف قاوم الوطن ملكاً وجيشا وشعباً وانتصر.

سيذكر التاريخ جشع بعض التجار، ممن أساء التصرف، وستكون هناك حكايات الفرح والحزن معا، سواء لمن فقدناهم ووسدناهم التراب شهداء لهذا الطاعون المخيف، وفرحا ببطولة خط الدفاع الأول عن الوطن، كما وصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه، وأعني بهم جيش الأطباء والممرضين مدنيين وعسكر وعقيد الجيش الطبي الشامخ الباشا سعد جابر.

اما معركة التصاريح الإلكترونية التي قادها بتميز الوزير الشاب مثنى الغرايبة، فقد كانت اهزوجة صاغ مفرداتها جهاز الأمن العسكري، وأثبت للقاصي والداني أن لا أحد أكبر من الوطن.

سيذكر التاريخ رجال الوطن والجيش من طينة الكبار وعلى رأسهم جلالة الملك وسمو ولي عهده الأمين الذي حمل الطرود على كتفه وهو يربت على كتف اربد الغالية بمحنتها، فكان مع جلالة الملك في الميدان، وإذا ذكر الملك فإن الكلام يقف عاجزاً عن وصف شجاعة القائد بوجه العاصفة والوباء، في وقت ترنح قادة العالم ونحن نذكر ارتباك الرئيس الصيني وترمب اليوم، وجونسون في بريطانيا وغيرهم ممن ارتعدت فرائصهم من الخوف، بينما مليكنا المفدى يجوب الوطن بدون كمام، يرفع من معنويات شعب وأمه بحالها، فاحترمته شعوب العالم بأسره ونحن لنا الفخر بأن تكون سيدنا.