أحد جوانبها لا يمكن تصديقه: صحافية تروي تفاصيل الإعتداء عليها جنسيا في ميدان التحرير

 

قصة الصحافية ناتاشا سميث، والتي تعرضت لاعتداء من قبل رجال في ميدان التحرير أثناء تصويرها الاحتفالات بفوز محمد مرسي في الانتخابات المصرية الرئاسية، مؤسفة للغاية، لكن أحد جوانبها لا يمكن تصديقه.

كيف تعرضت الفتاة العشرينية للإعتداء وهي بين مئات الأشخاص، من دون أن يقوم أحد بتقديم المساعدة لها أو حمايتها؟

ذكرت الديلي ميل يوم الأربعاء، أن مجموعة من الشباب المتواجدين فى ميدان التحرير اعتدوا جنسياً يوم الأحد الماضي – خلال الاحتفال بنتائج الانتخابات- على صحافية بريطانية كانت تقوم بتغطية الحدث.

وروت ناتاشا سميث (21عاماً) ما اسمته بـ"التفاصيل المؤلمة للحادث"، فقالت إنها كانت تقف في الميدان بصحبة صديق لها، لكن تم جذبها بين الجموع المتواجدة في الميدان بقوة وعدوانية، ليتم تحطيم كاميرا التصوير وسرقة حقيبتها فيما التف حولها العشرات وتعرضت للإصابة بجذع في القدم، وامتدت عشرات الأيدي إلى جسدها.

وأضافت سميث: "صرخت فيهم قائلة (سلام سلااام .. الله الله) في محاولة يائسة لاستعطافهم دون جدوى".

ولم ينقذ سميث من أيدي المتحرشين سوى ما وصفتهم بـ"أقلية" من الرجال أدخلوها إلى إحدى الخيم في الميدان حيث أسعفها بعض النساء وقاموا بتغطية جسدها ومنحوها ملابس بحسب إيلاف.

لكن صحيفة الـ "تليغراف" لم تستغرب أن تتعرض سميث لهذا الاعتداء أثناء وجودها بين مئات الآلاف من الأشخاص، فالقصص التي ترد عن العنف الجنسي الذي يمارس ضد النساء في ميدان التحرير من قبل الجيش وبلطجية الشوارع على حد سواء تجعل الأمر معقولاً.

ونقلت الـ "تليغراف" عن ريتشارد سبنسر، الذي كان يتجول برفقة ابنه (18 عاماً) في المتحف الوطني المصري عند الغروب، وسمع صوت صرخات وضجيج، فخرج مسرعاً ليرى شابتين مصريتين محجبتين، حوصرتا على يد عصابة من نحو 30 شاباً.

وحاول رجلان محاربة المهاجمين لحماية الشابتين، فهرع سبنسر وابنه لتقديم المساعدة أيضاً.
يقول: "سرعان ما أصبح واضحاً أنه لم يكن هناك شيء يمكننا القيام به. لم نتمكن من الاقتراب من الفتاتين لمساعدتهما، وفي غضون ذلك انضم عدد أكبر من الرجال إلى العصابة".

يقول سبنسر إن ما حدث مؤشر واضح على أن لا أحد لديه السيطرة على العصابات، مشيراً إلى أنهم يتجولون في وضح النهار ويعتدون على الناس من دون حسيب أو رقيب.

وأضاف: "كان هناك العديد من الأشخاص الذين حاولوا المساعدة. لكن ما لا يمكن إنكاره، هو أن الأمور تحولت إلى الأسوأ. اضطررنا إلى الانسحاب ووقفنا عاجزين نشاهد المشهد المؤلم".

تحركت العصابة على طول الرصيف، ثم إلى السلم المؤدي إلى محطة مترو مغلقة في مكان قريب.

لم يكن هناك مفر، فأصدقاء الفتيات حاولوا فتح البوابات المؤدية إلى المحطة للهروب إلى داخلها، لكن دون جدوى. ووقف الناس في الشارع يتفرجون، وقالوا إن "الشرطة غير موجودة لاستدعائها".

وصلت سيارة إسعاف في محاولة إنجاد الفتيات، لكنها أيضاً تعرضت للهجوم.

يقول سبنسر إن رجلاً يتحدث الانكليزية اقترب منه بغضب وطلب منه المغادرة، قائلاً: "لا يمكنك ان تساعد. أنت تضرهم أكثر مما تنفعهم. أنت تجذب المزيد من الجماهير".

على الرغم من صعوبة ما قاله الرجل، إلا أنه كان محقاً، فرجلان أجنبيان يقفان أمام مشاجرة يعتبران بمثابة "مغناطيس للحشود الغاضبة".

ونقلت الصحيفة عن سبنسر قوله: "مشينا بعيداً، ثم عدنا بعد وقت قصير لنجد أن الحشود اختفت، كما لو كان حلماً".

في اليوم التالي، نشرت الصحف المحلية تقريراً عن حالتين مشابهتين لفتيات تعرضن للإعتداء في الشارع من قبل عصابات وفي وضح النهار، تم على إثرها نقلهن إلى المستشفى لتلقي العلاج.

بعد ما رآه سبنسر، من السهل عليه أن يصدق أن الشابة سميث التي كانت تصور مظاهر البهجة والاحتفال في ميدان التحرير تعرضت للإعتداء على مرأى من المئات من دون أن تتلقى المساعدة من أحد.

يقول إن المشهد الذي رآه جعله يفكر فيما لو كان بإمكانه التصرف بطريقة مختلفة لمساعدة الفتيات، مضيفاً: "طوال حياتي، لم يسبق لي أن شعرت بالخجل أو العجز".