الملك يحذر من الوصول بسوريا إلى الهاوية

أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن قلقه من أن استمرار الأزمة في سوريا دون التوصل إلى حل سياسي لها في القريب العاجل سيدفع بالأوضاع هناك إلى الهاوية.
وقال جلالته في مقابلة مع مقدم البرامج الإخبارية الأميركي شارلي روز، بثت مقتطفات منها اليوم شبكة (CBS)، وتبثها قريبا محطة (PBS) وقناة (Bloomgerg) الأميركية، "ما يقلقني هو أننا كلما طال بنا الزمن ونحن نسعى إلى حل سياسي، تتزايد الفوضى ويمكن أن يدفع هذا الأمر بسوريا إلى الهاوية"، لافتا جلالته إلى ان "هناك واقعا على الأرض قد يتجاوزنا، ان لم يكن قد تجاوزنا بالفعل".
وفي رد على سؤال حول الأسلحة الكيماوية التي تملكها سوريا، قال جلالته "إنها شيء يخيف الجميع وما يخيف معظمنا" هو احتمالية وقوعها في الأيدي الخطأ.
وحول مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود الأردنية الشمالية مع سوريا، بين جلالته أنه قد عبر الحدود ما يزيد عن 145 ألف لاجئ، "وهناك طفرة كبيرة في حجم التدفق في الفترة الأخيرة حيث يتراوح معدل اللاجئين اليومي ما بين 300-1000، معظمهم يصلون في الليل، وهناك حوالي 30 ألف سوري يعالجون في مرافقنا الطبية، ولدينا 25 ألف طفل تحت سن 5 سنوات أعطوا لقاحات، وهناك 8000 طالب على مقاعد الدراسة لذلك يوجد ضغط علينا، ويبدو ان أعدادهم سوف تتزايد".
وأشار جلالته إلى أن نحو نصف مليون سوري وسورية متزوجون من أردنيين، وأن السبب الذي يدفعهم للقدوم إلى الأردن "هو الثقافة واللغة حيث يشعرون بارتياح أكبر عندما يأتون هنا".
ووصف جلالته خلال المقابلة التفاعل الدولي مع أزمة اللاجئين السوريين في الأردن بالرائع، وقال "اتصل بي مثلا ملك إسبانيا منذ عدة أيام وكذلك فعل ملك المغرب، إنهم يحاولون تقديم المساعدة، وقد وصلتنا للتو رسالة مفادها أن الفرنسيين سوف يقومون بإرسال مستشفى ميداني عسكري للمساعدة في بناء مخيمات للاجئين، وبالتالي فإن المجتمع الدولي يستجيب بشكل كبير للوضع على الحدود الشمالية".
وحول الجهود الأميركية لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، قال جلالته ان الرئيس الأميركي باراك أوباما "قد فعل ما بوسعه" لدفع جهود السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ظل التحديات الاقتصادية الدولية التي أشغلت جميع الأطراف عن القضية.
وبين جلالة الملك ان أحد الأهداف هذا العام "ان تبقى محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية جزء من النقاشات السياسية خلال عام الانتخابات الأميركية"، مضيفا أنه وبالرغم من ان قضايا دولية أخرى، مثل الربيع العربي وسوريا وإيران قد تجذب اهتمام الإعلام أكثر، إلا أنها قضايا جانبية مقارنة بالقضية الجوهرية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.