أم حنان: أردنية تفوز بجائزة أفضل أم بديلة في العالم

الأم حنان الأعور مع أطفال قرية أس أو أس "SOS" تتحدث إلى (الغد) – (تصوير: أسامة الرفاعي)

 
 

نادين النمري/ 27 عاما أمضتها الأم حنان الأعور في رعاية الأطفال في قرى الأطفال SOS، لتتحول القرية من مكان عمل إلى منزلها الذي لا تغادره.
"ماما حنان" كما يحب أن يناديها أبناؤها في الدار، كرمت منتصف الشهر الماضي في النمسا بجائزة "كوتين أفضل أم بديلة" على مستوى قرى SOS في العالم من بين 132 بلدا.
تقول حنان التي التقتها "الغد" في منزلها بقرى الأطفال "للنجاح طعم حلو، لكني أطمع إلى النجاح في الآخرة والفوز بالجنة".
وتبين أنها التحقت بالعمل في قرى الأطفال في عمان منذ كان عمرها 29 عاما، إذ دفعتها حينها عاطفة الأمومة لاختيار هذا النوع من الحياة، فـ"بالنسبة لي قرى الأطفال، ليست مكانا للعمل، إنما هي بيتي وعائلتي وأولادي".
وتضيف "تخرج في منزلي ثلاثة أجيال، وأنا الآن جدة لـ21 حفيدا، أتواصل معهم على نحو دوري ويزورونني مرة كل شهر".
في منزلها الواقع في قرى الأطفال في منطقة طبربور، لوحة كبيرة علقت عليها صور أبنائها الذين ربتهم وهم أطفال، وخلال فترة دراستهم، وصور لحفلات تخرجهم وزفاف بعضهم، إلى جانب صورة لها أثناء تكريمها في النمسا.
أما عن الأطفال الذين ترعاهم اليوم، فهم 8، بينهم أربعة أشقاء، أكبرهم غدير وتدرس حاليا في "كينغز أكاديمي" بعد أن حصلت على منحة دراسة هناك بسبب تفوقها الدراسي.
تتحدث الأم حنان عن ابنتها بفخر شديد، فهي متميزة في دراستها، وتحديدا اللغة الإنجليزية والرياضات، كما رافقت غدير والدتها أثناء تكريمها في النمسا، نظرا لإتقانها الإنجليزية.
وحول كيفية الاعتناء بالأطفال، تقول "نحن نتعامل مع أطفال لديهم خلفيات مختلفة، وبالتالي من الطبيعي أن تختلف قدراتهم وطبيعتهم، فمنهم من يحتاج إلى عناية واهتمام أكبر بسبب الظروف التي عانوا منها".
وتتابع "كذلك تختلف قدراتهم الدراسية، فمنهم من يحب المدرسة ومتفوق في دراسته ومنهم من يحتاج إلى دعم أكبر في الدراسة".
وحول طبيعة عملها، وفيما إذا كانت تحصل على إجازات على نحو دوري تقول حنان "منذ أن توفي والدي، نادرا ما أخرج في إجازة، ربما كل ثلاثة أشهر مرة، فأنا هنا في بيتي بين أبنائي وأشعر بقلق كبير عندما أغادرهم".
وحول تكريمها في النمسا، تبين أنه تم ترشيحها و3 أمهات من الأردن، لكنها تمكنت من أن تكون ضمن القائمة النهائية التي ضمت 10 أمهات.
وتتابع "شعرت بالفرحة كونه تم اختياري ضمن أفضل 10 أمهات، كان ذلك نجاحا بالنسبة لي".
وتتابع "فوزي كأفضل أم، كان مفاجأة كبيرة لي لم أتوقعها"، لافتة إلى الحفاوة التي تم استقبالها بها خلال الاحتفال.
أما عن أثر فوز الأم حنان في نفوس أبنائها، فتقول الابنة الكبرى غدير "لم تكن المنافسة أمرا سهلا، المنافسة كانت قوية وماما حنان استحقت الفوز عن جدارة".
مديرة قرى الأطفال في الأردن لينا مولا، ترى في فوز الأم حنان من قرى عمان، فوزا لكل قرى الأطفال في الأردن، وتقول لدينا نماذج إيجابية من الأمهات، وتكريمهن واجب علينا". وقرى الأطفال، جمعية محلية خاصة، تأسست العام 1984، وتسعى إلى تحقيق الحياة الكريمة لأطفال أردنيين أيتام ومحرومين، وذلك برعايتها لهم منذ لحظة انتمائهم للقرى وحتى انطلاقهم إلى بيوت الشباب والشابات.
وتسير القرى على المنهج العائلي الذي يستند إلى رعاية للطفل طويلة الأمد، والمتمثلة في 4 مبادئ، هي: الأم، الإخوة والأخوات، البيت، والقرية.
ترعى الجمعية 350 طفلاً في قراها الثلاثة في عمان والعقبة وإربد، وفي بيوت الشباب والشابات التابعة لها. كما تستمر الجمعية في متابعة الأمور المعيشية والاجتماعية لمن تخرج من قراها من الشباب والشابات.

الغد