إدلب: معارك على جوانب الطرقات

كتبت بولينا خيمشياشفيلي، والكسندر أتاسونتسيف، في صحيفة “آر بي كا”، حول ما إذا كانت روسيا قادرة على وقف هجوم الجيش السوري، العازم على تحرير إدلب من الإرهابيين.

وجاء في المقال: اتهم أردوغان موسكو بشن هجمات في إدلب ووجه إنذاراً لسوريا. وإلى جانب حديثه مع الرئيس الروسي، لم يستبعد أردوغان إمكانية التباحث بشأن إدلب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الرغم من أن القوات الأمريكية لا تنشط في منطقة إدلب.

أمّا في موسكو، فرد سكرتير الكرملين الصحفي، دميتري بيسكوف، على كلمات الزعيم التركي، واتهم بدوره تركيا بعدم الامتثال للاتفاقيات.

تم تحديد إدلب كمنطقة نفوذ لأنقرة (في اتفاقيات سوتشي)، وكان من المفترض أن تفصل تركيا هناك بين المعارضة المعتدلة والمتشددين المتطرفين. ويؤكد الجانب الروسي أن ذلك ما لم تقم به أنقرة، كما لم تتم استعادة حركة العبور على الطريقين السريعين M4 و M5.

وفي الصدد، قال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف، إن دمشق سوف تسيطر على الطريقين (M4 وM5 ) في نهاية المطاف، لكن تركيا ستعزز وجودها على مسافة منهما. وهذا هو السيناريو المحتمل حاليا. لقد اختار الأسد اللحظة المناسبة للهجوم، حيث كانت تركيا مشغولة بنقل القوات إلى ليبيا. وأضاف: “تأمل أنقرة في أن تتمكن من الاتفاق مع موسكو، وتلعب على احتمال خلاف (موسكو) مع السوريين. ولكن لو أرادت تركيا الاحتفاظ بهذه المناطق، لكان عليها أن تتصرف منذ فترة طويلة، وليس في وقت متأخر جدا. فجميع ديناميات الصراع في الأشهر الأخيرة تشير إلى أن هذين الطريقين سيخضعان لسيطرة قوات الأسد”.

وفي رأي مرداسوف، تراهن موسكو على أن لا يتحول الوضع إلى صراع واسع النطاق: روسيا وتركيا تتعاونان على مسارات مختلفة، ويجب أن لا يسمح هذا التعاون للصراع في إدلب بالقضاء على “صيغة أستانا” للمفاوضات وزرع شقاق بين البلدين. ومع ذلك، فالوضع لا يزال متوتراً، لأن الجيش الحكومي السوري يتوغل إلى ما بعد الطريق، وعلى وجه الخصوص، بالقرب من سراقب. وهذا يدل، كما يرى مارداسوف، على أنه لا “خطوط حمراء” عمليا.