عهد “النهضة” ونهضة “العهد”.. تباً جزيلاً لكم

تينا المومني… في ليلة الخميس، 17 أكتوبر، الحادية عشرة قبيل منتصف الليل -بعد منتصف القهر- استيقظ الصمت المفتعل -الدفين- بصدور اللبنانيين فثاروا على الفساد والإفقار والاحتقار ، عابرين كل مناطقهم وطوائفهم وألوان تياراتهم، فلا أصفر أو أزرق أو أخضر أو حتى برتقالي -باستثناء التيار الكهربائي لي شرقطهم كلهم -، معربين أحزابهم المغضوب عليها – بخبر عاجل- والعاجل مبتدأ -المصير- مخلوعاً بالثورة من أيدي الحكومة و “العهد” معاً.

لم تكن السنوات الثلاث الماضية التي شكلت النصف الأول لـــ ” “العهد القوي” – وهو تحالف حزب الله مع التيار العوني والذي ولد من خاصرة التعطيل الرئاسي عام 2016 فإما ميشال عون رئيساً أو فراغ رئاسي فتعاهد السلاح مع التعبئة الطائفية وشلت آليات إنتاج السلطة- أقول لم تكن السنوات الثلاث الماضية قادرة على الوفاء بوعودها وجر الإنجازات – باستثناء الخيبة- التي من شأنها تهدئة الشارع اللبناني الذي كفر بخطاب ” العهد” الرسمي – الفايت بعلاقة انفصال عن العرب والعالم وارتباط بحزب الله وايران – فترجم هذا -المرتبط المنفصل- علاقاته إلى أزمات اقتصادية، وتبنى بغير قصد و بشكل أو بآخر حال كوريا الشمالية وإيران وسوريا بالنسبة لقوانين وعقوبات الاقتصاد الرأسمالي.

إلى ذلك، أفرزت حكومة العهد قانون انتخابات -مبغوض شعبياً- عجزت نتائجه عن تشكيل حكومة جديدة بعد مرور ثلاثة أشهر من إعلان النتائج، مما استهلك وقت العهد الذي قَرب من نهاية السنة الثانية لولايته وذلك قبل دخول الحراك السياسي بموسمه المؤدي لمحاولة التجديد.

مقاربة العهد والنهضة

ما حصل بلبنان دفعني لمقاربة حكومة العهد “القوي” بحكومة النهضة في بعض المحاور، أسماء ليست لها علاقة بمضمونها – ولا حتى بالتبني- ، للعهد وزير استفز الشارع بتصريحاته حتى صار يلقب “الصهر المدلل”، و”رجل المهمات السريّة “الوزير المستفِز”، و”رئيس الظلّ”، وأحياناً “بالشرير” إنه جبران باسيل، ولنهضتنا وزراء كثر يطلون علينا بتصريحاتهم “المستفزة” وإن كان باسيل قد اختصر مهام العهد بصهر قصر بعبدا فصحيح أن وزراءنا كثر لكنك تشعر بأن جميعهم قد خرجوا إلينا من فكرة واحدة مضمونها أن جميع الحكومات مثل بعضها وآلية اختيارهم لم تتغير.

يعرف الجميع أن حكومة النهضة جاءت عقب فراغ رئاسي بحال اعتبرنا حكومة هاني الملقي قد فقدت شرعيتها ذاك الوقت بسبب غضب الشعب والاحتجاجات الشعبية الواسعة، فإما رئيس يحتقن تكليفه غضب الشارع أو فراغ رئاسي، وولدت الحكومة أيضاً من رحم التعطيل ووعدتنا أن تنهض بنا بعد – ما نولع-  الشمعة التي طلبت منا الحكومة إشعالها -ذات تصريح- بنا وتحرقنا، وكما “العهد” فقد مصداقيته أمام الشارع اللبناني تراجعت شعبية “النهضة” ولا زالت تحاول صنع إنجاز يقنع الشارع الأردني بأننا على الطريق السليم، وتراعي حقوقه، وتعتق جيبه من سد عجز الموازنة كما وتعتق لسانه فلا تعتقله من -لغاليغه-.

بالأمس، حفزت تصريحات الحكومة حول الحزمة الجديدة لتحفيز الاقتصاد، الأردنيين على الاستثمار في – النكته- فمنهم من شبهها بحزم زين واورانج -ومنهم من قضى نحبه- في محاولة فهم لماذا لم تشمل حزمة الحكومة ضريبة المبيعات؟!، ثم ولماذا فرضت الحكومة رسوماً وضرائب على سيارات الهايبرد بعد أن أعفتها سابقاً منها؟! هل ستقضي حزمة الحكومة على ما يعانيه الأردنيون، من فقر وبطالة وفساد، وفرض مستمر للضرائب؟! – شكلو حزمة النت خلصت فما وصلت الرسالة من بيروت – فبسبب مقترح زيادة الضريبة 2% الذي نوقش بجلسة مجلس الوزراء اللبناني يوم 17 تشرين الأول صار عمر الثورة 34 – ٣٤ بس كبيرة ومهيوبه-.