باب: حقنة البُكم، فصل: 1984 !

تــينا المومني… ألديكم أدنى شك في كون العربي منذ ولادته يُحقن ببُكم جزئي كي لا يرتفع صوته -فلا تثريب عليه- وإن قاومت جيناته في طفرة سعيدة حقنة البُكم تلك وعلا صوته فإنه يُعتقل بسبب قانون ينص على أن صوت الفكرة عورة؟!

في الواقع والحقيقة – مع إنه الواقع بواد والحقيقة بواد ثاني- هذه الحقنة المعبأة بفكرة أن تكميم الأفواه أسهل من استخدام العقل, أخرجت واجهةً لأوطاننا تلبس الأقنعة كي تخدعنا وتقنعنا بأنها بمثابة ” الأخ الأكبر” الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر, الظان حسن الفعل والعمل ودوام السلطة والحال, أدواتها يا سادة ” شرطة فكر” تقبض على أي ” بوست” , تغريدة, لايك، ربع “شير” , أو حتى تعليق كُتب على استحياء من شأنها أن تستفز قداستهم – رضي الله عنهم – وعنك, إن قررت العيش ككائن أليف بسيط حد السذاجة لم تتجاوز منشوراتك سقف غرفة نومك مطالباً بإسقاط دولة الزوجة – مع إنه كل الفضل لمارك زوكر بتحويل إشعال الإطارات من الشارع إلى صفحات الفيس وتنطفئ ب لايك وخلى العالم تتنفس من خلال جينات الشجاعة المهرمنه بالآي فون وسامسونق-.

عموماً -ما حدا بيعرف لحد الآن شو دخل 1984- ، وما هي علاقة الباب بالفصل يمكن لأن كل جينات العقل والمنطق أختزلت بطفرة – إن إجت غنت وأن ما إجت غنت- فمنذ أن صار الكذب “سياسة ودبلوماسية” وخلع الذات عن المبدأ ” براغماتية” وقانون الجرائم الإلكترونية “حرية تعبير” – صارت العناوين مجنونه مش فكر مستنير لا سمح الله لااا من الخوف لي صار فريضة-.

ما علينا، جورج أورويل ألف روايته “1984” وكتبها في عام 1948 تحدث فيها عن حياة الأفراد في ظل الحكومات التوليتارية – وهو نظام سياسي تتبعه الحكومات التي تخاف من وعي شعوبها- وكانت الرواية بمثابة تنبؤ للواقع الذي يعيشه العرب اليوم, ووصف بروايته الحكومة التوليتارية ممثلة بالحزب الحاكم -صاحب الشعارات التي حقنها بأدمغة الشعب وهي : “الحرية عبودية”، و” الجهل قوة” و”الحرب سلام”- وبشخص قائده يسمى “الأخ الأكبر”, وبحسب الرواية فقد فرضت تلك الحكومة الخوف على الشعب، عبر تكميم أفواههم و تعريتهم من أي حرية، حيث نشرت شاشات المراقبة في كل مكان حتى غرف النوم ليكونوا تحت مراقبة الحزب الحاكم, ولأصغر فعل أو قول مخالف كان يودي بمرتكبه إلى الاعتقال.