الحكومة تعبث بملابسنا الداخلية..!

 تــينا المومني… ذات تشتت, اجتمعنا: أنا, وصديقَتّي, كانت قهوتي المرّة, كانت أكلاتهما الحلوة, وضحكاتنا كذلك.. وكعادتي في غربتنا -رغم أننا لم نسافر أبداً- فاجأتهما بأشياء أخرى مجنونة, موسيقى, شموع, وأشياء كافرة كتلك الفكرة التي خطرت ببالي, تلك الفكرة الممزوجة بالقهوة والصدمة, البعيدة عن اقتناعي من عدمه, عن وطنيته عن ثوريته عن قوميته عن ماركسيته عن خياله وواقعيته, عن لسانه السليط… فكرت في أن نحلم بما أن الحلم “ببلاش” و الحكومة لم تفرض ضريبة على أحلامنا بعد, “ماذا لو فتحنا مشروعاً اقتصادياً بلا رأس مال أو جدوى “… “كنا” نفتح زجاجة ما – كتلك التي اختنقنا في عنقها- و “كان” الحلم.

ونحن لمن لا يعرفنا خريجات جامعيات وأبطال في القفز فوق الصبر, وفي “البرونزاج” أيضاً حيث حصلنا على ميداليات “برونزية” في مسابقة الصمود أمام الغلاء الذي كوى بناره جيوبنا, ونحن أول من بحث عن بطاقة الركوب في الباص السريع قبل أن يسير مسرعاً في شوارعنا, ونحن أيضاً أول من بحث عن شاحن النوت 10في الأسواق قبل أن ينزل الــ نوت 10 بذاته وعندما نزل قلنا “هلق ضل النوت 10” فنحن يا أعزائي نحمل تلك الصفة الرشيدة التي تمتاز بها الحكومة, نعتمد على نظرية رشيدة أيضاً وهي تحقيق أطراف حلمنا قبل تحقيقه نفسه -فإما أن يتحقق أو ينتحر- أقصد الحلم – وبكلا الحالتين مش فارقة معنا-.

أما قبل, قررنا أن نختزل حلمنا في الحاوية! حاوية ملابس أقصد, نستوردها من الصين لتناسب أسعارها جيبنا المكوي “أو المهري” ويا حبذا لو كانت ملابس داخلية ربما لأن الأجساد لا تحتمل أن يعلق فوقها أكثر من ذلك, حيث أن زبائننا في علاقة مثيرة مع الصبر.

وأما بعد, فقررنا طي أحلامنا وما تبقى من ثياب بعد أن طال الرفع حتى الداخلي منها, عندما قررت الحكومة رفع الرسوم الجمركية على الملابس الداخلية وغير الداخلية, وبدأت دائرة الجمارك أمس بتطبيق قائمة جديدة للأسعار الاسترشادية للألبسة المستوردة من الصين، شملت رفعا لبعضها بنسب متفاوتة، بما فيها الداخلية.

لم تعبث – الحكومة – فقط بحلمنا بل بملابسنا الداخلية لا بل بعقولنا فكيف لنا أن نجيبها عندما تسأل -ذات كرامة- كيف تفكر الحكومة في سد عجز موازنتها عبر ملابسنا الداخلية؟!