حشوة قطايف

تــينا المومني… ذات صيام مرهق جدا، ممزوج بالمناوشات وبعض الصراخ، فكرت بأنه من المناسب لــ – سماحتي – بأن أتجول في أسواق رمضان وأشتري بعض “القطايف” التي احترت بماذا سأحشوها، فقررت – هداني الله – أن أدخل سريعاً إلى محرك غوغل و شرق أيضاً كي أجد الحل، لأنني – هداني الله أيضاً- كنت أعتقد أن الشيطان قد دخل في إجازة لذا لن أجد على محركات البحث إلا ما يسر باب المعدة والناظر فأختار ما أحشو به قطيفاتي.
وفي السجال حول ما أريد وما رأيت من أخبار فاجعة كمقتل الشاب قصي العدوان رحمه الله، كانت قطيفة ” الحمامي” تتسع أمامي تماما كصدر الصائمين في شهر التسامح – هكذا قال شيخ على الــ إم بي سي – بعد نصف ساعة من الإعلانات ليعود خمس دقائق أخرى يخبرنا فيها عن الاقتصاد في الإنفاق لا الإسراف والتبذير، وبأقل من دقيقة كانت عجينة “الحمامي” تُصب على صاج النار فتنفعل وتغضب كرصاصات الغدر الجبانة التي غيبت قصي عن مائدة محبيه في شهر الرحمة، لقد سُدَت نفسي تماماً وهممت بالخروج إلا أن هاتفي أيقظني بالرنين ويبدو أن نغماته أزعجت شخصاً ما.
استعنت بــ غوغل مجدداً بعد أن وقعت عيني على من أزعجته نغمات هاتفي، لعلّي أجد تفسيراً لتَجَبُرِه علي بنظراته فوجدت أنه ببعض الدول تتم مقاطعة الموسيقى برمضان لأن المجتمع ينظر لمن يسمعها خلال فترة الصوم على أنه “مفطر” ! فأرشدتني الفوضى بملامح وجهه إلى منشور كنت قد رأيته قبل أيام على الفيسبوك يقول : “أستر بنتك وأختك خلينا نصوم” .. تباً.. لقد وقع هاتفي ونظرت إلى ملابسي وحينها شعرت بأنها قد سقطت عني الشريعة تماماً، فوددت حينها لو أن بجيبي أكثر من سعر كيلو القطايف فأعين شخصاً مقتنعاً بأفكاري يفتي لي ما أريده ويحسن علاقتي مع الشريعة و” المتسلبطين عليها” ، فما زلنا نقتل ونشتم ونضرب ونسجن ونُكَفر قائلين حسب الشريعة.
هممت بالخروج مرةً أخرى لولا أنها – بعد أن اشترت كل ما على الصاج – قالت: تباً .. هل قالت جرادة؟ لا أعتقد كما قالت فوزارة الزراعة بيوم ومثل نصفه قضت على كل الجراد ويا ليتها – هداها الله- لو كلفت بكل طائر وسائر بملفات الفساد بالبلاد، لقد ضاق صدري تماماً كالــ ” العصافيري” الذي راح ينضج كخلايا النحل أمامي، أجل إنه شهر العمل والإنتاج لا التباطؤ والتكاسل..!
بماذا أحشو قطائفي.. إنها كالوطن تماما، قد تتسع لتصل بحجم الكرة الأرضية وقد تضيق فلا تتسع سوى لمجموعة من الفاسدين القابعين تحت قدم أحدهم وهو يمارس شيئاً ما.