كلاكيت 30.. “علاش ما نقولك ” في القمة ؟!

تــينا المومني… وصل المشاركون في القمة العربية الثلاثين، التي ستلتئم اليوم في تونس, ومن المقرر إصدار بيان اعتبره وزراء الخارجية العرب بالــ “القوي” حول اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل, جدير بالذكر أن -بيانهم القوي- سيعلن بغياب الجمهورية العربية السورية بسبب أن الجامعة العربية لم ترفع التجميد عن عضويتها, فاسمحوا لي يا سادة -وعلى
الطريقة الترامبية بأن أمنح نفسي – وأنا لا استحق طبعاً- ما لا أملك, أن أجذب مقعداً افتراضياً بجانب فخامة أحدهم كي أتجاذب الأحاديث معهم- ولو من جهتي فقط-.

سيدي فخامة رئيس القمة, أما عن مشاركة سورية والرد على إهداء ترامب “جولانها” إلى نتنياهو-بغيابها- ومن باب المثل التونسي القائل :” اعمل يا خصيب تصيب ما تجيكش في البقرة تجيك في الحليب”, فقد توصلت – يا رعاني الله- لفكرة شيطانية ستروق لجامعة الدول العربية كثيراً, وسترتضيها جميع الأطراف إذ أعدكم باستقدام محترف فوتوشوب ليغرس علم سورية على صور القمة بعد انتهائها فوراً, كما أنه سيجعله “مرفرفاً” بعكس أعلام الدول الأخرى.

أصحاب السعادة والسيادة وأصحاب الكهف أيضاً- فنحن نتساءل مثلهم كم لبثنا – كم لبثنا يُستخف بنا فيبدو أنه قد كُشف أمرنا عندما قلنا بأن إعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل سيفتح أبواب جهنم, وبُحت الحناجر تنديداً واستنكارا ًحتى قَتَل ترامب أوسلو -غير مأسوف عليها- بإعلانه الآخير سيادة اسرائيل على الجولان, فهدايا ترامب لنتنياهو ليست فقط إهانة للأمم المتحدة وخرقاً للقانون الدولي والقرار رقم 242, إنما رد فعل طبيعي بسبب غياب الرد القوي.

اليوم, وقد أحس العالم أجمع بالقومية العربية وكفى بأحمر دمائنا واستقرارهم على اهتزازاتنا, شاهداً ونذيرا,سأقدم لكِ الخيار يا عزيزتي جامعة الدول العربية, الخيار الاستراتيجي لقضاياك الحارقة فإن كانت إيران لنترك الخيار من باب الاحتياط لمن يريد اعتناق المذهبين السني والشيعي معاً, وعن الخاشقجي فهو حي عند ربه يرزق, ونقترح عليكم يا عزيزتي نقل ما تبقى من الشعب السوداني إلى جنوبه كي لا يظطر أحدهم للرحيل! وعن أطفال اليمن لمَ لا نلبسهم سترات صفراء كي يراهم العالم وتوضع صورهم على غلاف الواشنطن بوست ولنترك لهم القرار بما أن كبارهم لا يقررون, ولنعدل قانون الضريبة في الأردن حسب الشرع للذكر مثل حظ الانثيين ولنقضي على البطالة عبر تشجيع الشباب في العمل كــ “رابجي أو فوتوغرافير”, وسنقضي على الفساد في لبنان بالتحالف معه وبمصر حيث لا يوجد سوى مشكلة “احمرار” نهر نيله والتي سنبررها نوعاً من التضامن مع ليفربول صلاح.

إن السيد العربي -رحمه الله ورعاه- قد حفظ يا عزيزتي “الجامعة” خطاباتك الرسمية, وأصبح لديه القدرة أن يتم المضمون أو يؤدلج و يدبلج وحتى أن يملأ الفراغ بما يناسبه ولسان حاله يقول : “رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً”.