الموضوع .. ما غيره!

 تــينا المومني… يواجه الأردنيون، وحتى المسؤولين أنفسهم، صعوبات في تفسير تعيين رئيس الحكومة أشقاء لأربعة نواب في مواقع عليا, فالفكرة تحتاج لكميات خيالية من أحماض المعدة لهضمها, خصوصاً عندما تجدد الحكومة من خطابها “الشيزوفريني” مع كل نشرة أخبار تبرر فيها أفعالها وقراراتها, ففي الأردن حكومة ونواب.. وألف ألف مشرك ينشرون الإشاعات..!

عندما يحاول أحدهم وصف تصريحات رئيس الحكومة بعدم إعفاء نفسه من هذه التعيينات وتشكيل لجنة تعيين بالوظائف العليا بمراقبة من هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وديواني المحاسبة والخدمة المدنية و أن المقابلات الشخصية ستصور تلفزيونياً, يكون الكلام جميلاً وممتعاً, فيطل علينا “العلاف” ليوضح لنا عن دور الهيئة في الرقابة على التعيينات الحكومية في المناصب العليا، أن الهيئة ليست مؤسسة رقابة إدارية، ولا هيئة رقابة للسياسات الحكومية التي لا تثبت فيها شبهات فساد بالدليل القاطع, مؤكداً أن المادة 16 من قانون النزاهة ومكافحة الفساد، والتي تحدد الأعمال التي أقرها المشرّع واعتبرها جرائم فساد، لا تتضمن التعيينات التي يقرها صاحب الولاية القانونية, فبئساً لكل تلك المفارقات التي أفسدت على الواصفين متعتهم.

” لا تتخلوا عن الأمل والحماس نحن في دولة الإنسان ”.. من المفرق .. تقول الحكومة للشباب, ” إنهم يستحقون ذلك” .. يقول النواب وحسبهم الله فينا, كلمات كالمرايا ، تقعر و تحدق حسب الطلب ، لتُؤثر في الشاب اللا محظوظ, تلوكها ألسن خبيرة، ثم تقذفها برؤوس الأردنيين ، ربما إفراغاً لشهوة الحديث ، أو الوصول به لذروة الشبق الخطابي، أو ربما من باب إشعال أدمغة هذا البعض اللاهي ، بالتقاط قوت يومه أو أنفاس يومه، فالمردود صار عنواناً لافتاً والعائد يستحق العناء … عناء الحديث فقط !

وبالعودة لــ “إشعال الأدمغة” وحديث المرايا لا تسجّلوا في الجغرافيا مساحة الوطن المزدحم بسكانه عند سماع تصريحات الحكومة حول صرفنا ١١٢ مليون دينار على المشروع النووي كي لا تسجّلوا في التاريخ أننا اقتنصنا دولارين فرقاً من النفظ العراقي، واستنشقنا سعراً تفضيلياً من الغاز المصري، وصفقةَ غاز أو ربما صفعة لاأعلم مع إسرائيل، وانتظار أحمق لإزالة بند فرق أسعار الوقود على فاتورة الكهرباء تعزفه معاليها بحنجرة صافية قبل أن يفهم البند نصفنا, لسنا “مكهربين” من الحكومة , ولكن عقولنا كذلك فبين تصريحات حكومية “ممغنطة” بتصدير الطاقة إلى أوروبا و تصدير الطاقة إلى السعودية نهاراً واستيرادها ليلاً وبين إيقافها -الحكومة_ جميع مشاريع توليد الطاقة المتجددة, تنافرت أدمغتنا حتى القطبين, فنرجو أن لا تتفاجأ حكومتنا بعد تصريحاتها إن قمنا بتصدير ” نوادر دماغية”- من باب التندر طبعاً – فقد تخطئ التوقعات بتحديد زمن الكارثة.