“انطفأت شمعة أخرى من شمعات الحرية، وأغلقت نافذة من نوافذ التعددية، وتوقف رافد من روافد المعرفة”..، بهذه الكلمات علق رئيس تحرير صحيفة الرؤية سعود مطلق السبيعي على قرار إغلاقها.
وستصدر الصحيفة آخر عدد لها اليوم الخميس بعد ثلاث سنوات من العمل في الساحة الإعلامية.
وعبر رئيس تحرير الرؤية في اتصال مع الجزيرة نت عن استغرابه من القرار، وقال إنه “تسلم بشكل مفاجئ قرار مجلس إدارة شركة الامتياز الاستثمارية القابضة صاحبة امتياز الصحيفة، القاضي بأن يكون عدد يوم غد الخميس هو العدد الأخير لها”.
وعن الأسباب التي دفعت الإدارة إلى إغلاق الصحيفة أكد السبيعي أنه حين يوجد المال توجد الصحف، مشيرا إلى أن النقص المالي أو عدم تحقيق الإدارة للأرباح هو الدافع وراء قرار الإغلاق.
واعتبر أن الإعلام لا يكون مشروعا مربحا أو يدر أموالا إذا لم تتوفر مبالغ ضخمة تُضخ وتُرصد له، حيث إن الصحف تختلف من حيث استثماراتها عن بقية الأعمال التجارية التقليدية.
“الرؤية” تتوقف
ورغم ذلك أكد السبيعي أنه فخور بهذه التجربة وما حققته صحيفته من إغناء للمشهد الإعلامي عبر محاولاتها تسليط الضوء على عدد من القضايا والبحث عن حلول لها، مشيرا إلى أن الصحيفة كانت تسعى إلى تسليط الضوء على مكامن الخلل حتى يلتفت إليها أصحاب القرار لإصلاحها.
وأضاف أن الإدارة اجتمعت مع العاملين وأبلغتهم بقرار الإغلاق مؤكدة ضمان جميع حقوقهم.
وتمنى رئيس تحرير الصحيفة التوفيق لزملائه الذين عملوا معه من أجل أن تصبح “الرؤية” نموذجا إعلاميا يتميز بالحياد والموضوعية.
وأضحت الآن صحيفة الرؤية التي تمثل التيار السلفي في الكويت هي الصحيفة الثالثة التي تغلق بعد صحيفتيْ “الصوت” و”أوان” التي رأس تحريرها محمد الرميحي وأغلقت في مايو/أيار الماضي.
وتصنف الصحف الثلاث ضمن الصحف الجديدة بعد قرار المطبوعات والمرئي والمسموع الذي سمح بمنح تراخيص للصحف اليومية، بعد أن كانت مقتصرة في الكويت على خمس صحف هي “القبس” و”الأنباء” و”الوطن” و”السياسة” و”الرأي العام”.
يشار إلى أن شركة الامتياز الاستثمارية مالكة صحيفة الرؤية هي شركة تعمل في الكثير من المجالات الاقتصادية كالعقارات والتعليم والنفط والإعلام وغيرها. ويرأس مجلس إدارتها القطري غانم بن سعد بعد استقالة رئيسها السابق خالد بن سلطان لدخوله البرلمان نائبا فيه، وهو أحد أهم نواب التكتل السلفي في الكويت.
الجزيرة/ سعد السعيدي