حكومة الرزاز بين التفاؤل و"الحرب الخفية"..عدنان نصار

أهم ما أنتجه التحرك الشعبي الاخير ؛ الاطاحة بحكومة الملقي وتكليف د.عمر الرزاز بتشكيل حكومة قريبة الى حد ما بالتوافق الشعبي بعيدا عن الجهوية وعوامل التوريث وهواتف منتصف الليل .

تحرك الرزاز وتواصله مع الاحزاب السياسية والنقابات المهنية والمكون الاجتماعي ،لم يجيء اعتباطا بقدر ما هو مبني على مخزون ثقافي ومعرفي في الشخصية الجوانية للرزاز الذي خبر عن قرب بحكم ثقافته بمعاناة الشارع الاردني والاطلاع على تفاصيل يومه المشبعة بالمعاناة.

تحرك الرزاز وتأنيه ،يأتي في اطار الاختيار القريب الى نبض الاداء الفني والاداري للفريق الوزاري ، بعيدا كما اسلفنا عن الجهوية والتوريث وبعيدا عن محاولات “افشال الرزاز” من قبل بعض من لا يريدون النجاح لشخص الرئيس المكلف خشية كشف “فضائح في الاداء” لرؤساء سابقين .

ثمة نواب يستبسلون بقصد افشال الرزاز ، لانهم باختصار يريدون شخص رئيس ضعيف ، يلبي خدماتهم واحتياجاتهم ومصالحهم الشخصية ..وفي المقابل هناك من يتحرك سرا في حرب خفية لافشال الرجل قبل البدء في تشكيل حكومته.

اعطاء الفرصة للرئيس المكلف ،يعد من المسائل المهمة راهنا ،ومساندته في كافة الاطر لنجاح حكومة ترى الغالبية فيها قدر من “التفاؤل” .

لسنا دعاة شؤم ؛ولا مفرطين في التفاؤل ،فالواقع الاقتصادي الاردني يمر باصعب مراحله ، وقمة مكه عقدت بهدف مساعدة الاردن ، وكذلك الدعم القطري للاردن بعشرة الالاف فرصة عمل ونصف مليار دولا يجيء في هذا الاطار .. وفي المقابل يتطلع الشعب الى تحرك جاد باصلاح شامل بما في ذلك تحسين الظروف المعيشية للناس ، وتضيق الخناق على الفاسدين الذين يسرحون ويمرحون دون رقيب او حسيب .

حكومة الرزاز في نظر المتفائلين ستكون حكومة تحول ،كبديل لحكومات “التغول” ..فلتعطى الفرصة للرجل .